من وصايا الشيخ / سيد أحمد البكاي بودمعة الكنتي العقبي الفهري :

 

ولد الشيخ / سيد أحمد البكاي بودمعة - هذا المربي الصوفي الكبير ، الذي ملأت دعوته الآفاق ، وامتدت لقرون في القارة الإفريقية تحمل لواء الإسلام العظيـــم ، وتبدد ظلمات الجهل ، والوثنية الغارقة في التخلف - ولد على وجه التقريب في الثلث الأول من القرن الهجري التاسع ، في منطقة واد نون ببلاد المغرب .

وهناك تلقى الشيخ تعليمه الأولي على والدته تلك المرأة الجكنية الفاضلة المربية ذات العلم الجم والخلق الكريم ، ثم أكمل تعليمه العالي - كعادة ابناء البيوتات العلمية من أهل المنطقة في تلك الأزمنة - في زاوية والده الشيخ / سيد محمد الكنتي الكبير ذات الشهرة والصيت .

وقد عاش سيد أحمد البكاي أغلب حياته في الحيز الجغرافي الممتد بين منطقة الساقية الحمراء ، وتيرس زمور ، وفيه أكمل تعليمه ، وتزوج وأسس أسرة طيبة ، وأنجب بنيــه الثلاثة ، وواصل رسالة والده في التعليم ، والدعوة ، والإرشاد .

وعندما تقدمت به السن ورأى أنه انجز رسالته الدعوية والتعليمية في تلك المنطقة ، أراد أن يختم مسيرته تلك بالقيام برحلة الحج إلى البقاع الطاهرة ، وزيارة روضة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فترك أهله وبنيه - الثلاثة الذين سيصبحون فيما بعد أجداد سائر العشائر الكنتية ( سيد محمد الكنتي الصغير .. وسيد بوبكر الحاج .. وسيد عمر الشيخ ) - هناك واتجه مع بعض تلامذته ومريديه صوب الديار المقدسة .

ومر الشيخ في طريقه إلى الحج بمدينة ولاته - وكان طريق الحج يمر بها - وهناك حدثت معه القصة الشهيرة مع أهل هذه المدينة ، والمتداولة هناك إلى يومنا هذا ، ويمكن لم شاء أن يرجع إليها مدونة بكل تفاصيلها في مصادر تاريخ تلك الحقبة .

وبقي الشيخ في المدينة ما شاء الله له أن يبقى ، وقد اجتمع عليه الناس وتعلق به عامة أهل البلد ، وأهل حله وعقده ، وعندما أراد استئناف رحلته التي كان بصددها ، حاجه سكان المدينة في ذلك أيما محاججة ، مبينين له أن مهمته عندهم لم تنتهي بعد بل ربما تكون الآن بدأت ، فهم جميعا بحاجة ماسة إلى استقراره بينهم ؛ لتثقيفهم في أمور دينهم ، والأخذ بأيديهم إلى جادة الحق ، ومساعدتهم في تربية أجيالهم تربية اسلامية صحيحة .

فلم يكن أمام الشيخ من مفر تحت هذا الإلحاح والضغط إلا الرضى والقبول بالبقاء بين هؤلاء الناس الطيبين الذين غمروه بكل هذا الحب ، والتقدير ، والمودة ، فنصب خيمته بين ظهرانيهم ، وكرس جل وقته في تعليمهم مباديء دينهم ، واصلاح أمورهم الدينية والدنيويه فقد أصبح بالفعل هو ، وزاويته ، وتلامذته ، ومريديه محور حياة أهل ولاته الحاضر منهم والبادي .

وتذكر المصادر أنه أثناء مفاوضاته معهم اشترط عليهم ليوافق على البقاء في بلدتهم ؛ ألا يخالفوه في شيئ يأمرهم به من شرع الله ، وسنة نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، فوافقوا ، وأعطوه على ذلك العهود ، والمواثيق ، وأقسموا عليها بالأيمان المغلظة .

وكانت ولاته - حينذاك - رغم قدم الإسلام فيها إلا أن عادات أهل البلاد الأول فيها كانت غالبة على معظم الحياة الأجتماعية في المدينة ، ( وقد تحدث عن تلك العادات باستفاضة واستهجان كبار الرحالة العرب الذين زاروها أو كتبوا عنها قبل استقرار الشيخ فيها ) وخاصة عادة الإختلاط بين الجنسين ، وسفور النساء ، واستطاع الشيخ معالجة هذه الظاهرة برفق واجتثاثها من جذورها ، وبين مضارها على المجتمع ومدى مخالفتحها الصريحة لمباديء الدين الإسلامي القويم ، وأمر النساء بالحجاب الشرعي وأمتثلن لأمره ، وأمر ألا يدخل أحد بيت غيره إلا بالضوابط الشرعية المعروفة وأمتثل لأمره ، واستقام أكثر أهل المدينة على السنة المشرفة ومباديء الدين الحنيف .

وفي الأثناء تتلمذ على الشيخ أغلب أبناء ولاته ، وابناء القبائل القاطنة في المنطقة المحيطة بها ، وأخذوا عليه العلوم الشرعية وغيرها ، والتربية الصوفية الصحيحة ، فكانوا خير امتداد لمدرسته الدعوية في المنطقة ، بل وسائر مناطق إفريقيا الغربية لاحقا .

وتقول المصادر التاريخية أن هذا التأسيس العلمي الروحي التربيوي الذي وضع لبناته الشيخ / سيد أحمد البكاي ، هو الذي جعل من كنته - لاحقا - دعاة الإسلام الأبرز والمشرفين الروحيين على سائر قبائل الصحراء الكبرى وبلاد السودان الغربي .

وقد اختلفت المصادر التاريخية لتلك الحقبة في ضبط وتحديد تاريخ وفاة الشيخ / سيد أحمد البكاي ؛ فمنهم من يجعل الوفاة في حدود : 920 هـ ، ومنهم من يؤرخ لها بـ : 934 هـ ، ومنهم من يعطي تارواريخ أخرى غير ذلك ..

وهنا اسمحوا لي أن أسرد نص بعض وصايا الشيخ / سيدي أحمد البكاي بودمعة لبنيــــه ومن يسير على دعوته المباركة كما وردت في كتاب الإرشاد لحفيده الشيخ / سيد المختار الكبير الكنتي ( منقول من كتاب : النفحات البهية في أفنان الشجرة الكنتية ، للأستاذ / عقباوي عزيزي بوبكر ) مع بعض التصرف لتوضيح منهج مدرسة الشيخ في الدعوة إلى الإسلام والتربية والتعليم :

* يا بني عليكم بتقوى الله ؛ فإنها سبب كل فتح ، والسُلم الذي يرتقى به إلى كل نجاح .

* وعليكم بالفرار بدينكم ؛ فإن هذا الزمان لا يسلم فيه لذي دين دينه ، إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية ... واقتدوا في ذلك بقول نبيكم صلى الله عليه وسلم : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنيمة يتتبع بها شعب الجبال ، ومواقع القطر ...يفر بدينه من الفتن ..

* واجتهدوا في طلب العلم ؛ فإن عبادة بلا علم تكون يوم القيامة هباء منثورا ..

* ولا تفارقوا جماعة العلم فتفارقوا دينكم وأنتم لا تشعرون ..

* واعلموا يا بني أن من قنع بما قسم الله له مات غنيا ، ومن مد عينيه إلى ما في أيدي الناس مات فقيرا .. قال تعالى : (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى )) ، فإن من لم يرض بما قسم الله له فقد اتهم الله - سبحانه وتعالى - في قضائه .

ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره ، ،،

ومن كشف عورة غيره انكشفت عورات نفسه ،،،

من سل سيف البغي قتل به ،،،

ومن حفرلأخيــه بئرا وقع فيها ..

ومن خالط السفهاء احتقــر ..

ومن خــالط العلمــاء وقــر ..

ومن دخل مداخل السوء اتهــم ..

* ولا تزدروا الرجال فتزدريكم الرجال

* وإياكم والدخول فيما لا يعنيكم فتذلوا بذلك ..

* واتبعوا الحـــق لكم أو عليكـــم ..

* وكونوا لكتاب الله تالين ..

وللسلام فاشين ..

وبالمعروف آمريــن ..

وعن المنكر ناهيـــن ...

ولمن قطعكم واصلين ...

ولمن هجركم مبتدئيين ...

ولمن سألكـــم معطيـــن ...

* وإياكم والنميمة ؛ فإنها تورث الشحناء بين الرجال ...

* وإياكم والتعرض لعيوب الناس ...

* يا بني إن طلبتم الجود فعليكم بمعادنه ؛

فإن للجود معادنا ،

وللمعادن أصولا ،

وللأصول فروعا ،

وللفروع ثمارا ،

ولا يطيب الثمر إلا بفرع ،

ولا الفرع إلا بأصل ،

ولا أصل إلا بمعدن طيب ..

* وإذا زرتم فزوروا الأخيار ، ولا تزوروا الفجار؛ فإن زيارتهم لا خـــير فيها ..

* وعليكم بالحرث في المعادن الطيبة ؛

فإن البلد الطيب يخرج نباته طيبا بإذن ربه ،

والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ،،،

فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه - رضوان الله عليهم - :

(( إياكم وخضراء الدمن ، ،،

قالوا : يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟

قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء )) ..

* واعلموا يا بني أن سلفكم كانوا لا ينكحون إلا صالح كل قوم وخير كل قبيلة ، فإن الشاعر يقول :

فأول خبث الماء خبث ترابه *** وأول خبث القوم خبث المناكح ....

* واعلموا يا بني إن العرق نزاع وأن المرأة تلد :

أباها ..

وأخاها ..

وعمها ..

وخالها ..

وأن آباءكم كانوا يحافظون على انسابهم ، ويحافظون على دينهم ، وأحسابهم ..

وقال النبي : - صلى الله عليه وسلم - للذي استفتاه في النكاح بعد أن عدد له الأسباب التي تنكح المرأة لأجلها .. (( .. فاظفر بذات الدين تربت يداك ))

* وأوصاهم كذلك بحفظ العهد ، وشدد عليه فقال لهم :

صحبة يوم: صحبـــــــة ..

وصحبة شهر : عهـــــــــــد ..

وصحبة سنة : رحــــــــــم ؛

قطع الله من قطعها ..

ووصل من وصلها ..

ومن الوصايا التي تنسب للشيخ / سيد أحمد البكاي بودمعة كذلك ..:

* يا بني اتقوا ثلاثة أمور :

1 - الجمــــل في صولته ؛ فإنه إذا صال حطم ما تعرض له ..

2 - والسيــــل في هيجته ؛ فإنه إذا هاج أغرق ما تعرض لهيجته ..

3 - والعامــــة في غوغائها ؛ فإن من تعرض لها في فسادها وغوغائها فتنته ، وأهلكته ..

وختـــم الشيخ وصاياه بقوله :

واحفظوا وصيتي فإنكم إن حفظتموها عشتم سعداء .. ومتم شهـــــداء ...

وفي الختام رحمة الله على الشيخ الوالد ... وهل منا من مازال يسترشد بهذه الوصايا ، ويضعها في برنامج حياته ، ومعاملاته مع الآخرين ...؟!! مجرد تسائل !!!!

واترك تعميق ، وتحليل هذا المنهج الدعوي النير والوصايا الأبيوية الصادقة والمفعمة بالحرص الشديد على نشر السلم الإجتماعي بين شرائح المجتمع كافة ، اتركه للنقاش على هامش المقال وآمل من الجميع الإدلاء بدلائهم لتعميم الفائدة والإسترشاد بكل الآراء ، والرؤى ...
السيد بن عابدين الفردي.

الشيخ سيدى محمدالكنتى:الولى,العالم,المؤسس

أولا-الشيخ سيدي محمد الكنتي: الولـي القـــــائد

هو العلامة والقطب الفهامة الشيخ سيد محمد الكنتي بن سيدي علي ابن سيدي يحيى ابن سيدي عثمان ابن عبد الله ابن عمر ابن شاكر ابن يعقوب ابن العاقب ابن عقبة ابن نافع (الصحابي الجليل فاتح افريقية رضي الله عنه)

عاش الشيخ سيد محمد الكنتي في الثلثين الأولين من القرن الخامس عشر.
أما جده لأمه فهو محمد العالم بن كنته بن زمْ من عشيرة ابدوكل اللمتونية.
وقد نشأ الشيخ سيد محمد الكنتي في أخواله قبل أن يسافر إلى "اتوات" التي منها جاء وإليها عاد والده سيدي اعل.
وأثناء رحلته تتلمذ على الشيخ أبي العباس السبتي، يقول الشيخ سيدي محمد الخليفة بن الشيخ سيد المختار الكنتي في الرسالة الغلاوية "...ثم لم يزل سيد محمد الكنتي بأخواله حتى تربى وحفظ القرآن ...وتربى على يد جماعة منهم الإمام أبو العباس الساوري، صحبه بسبتة، وتخرج على يديه ودعاه بالقطبية، وكان مجاب الدعوة لا يجاريه في مجاريه خلف .وهو أغلى وزنا وأعلى محلا،.دام يحيي ما قد أميت من الفضل  وينفي فقرا ويطرد محلا، ثم رجع إلى الصحراء ما بين تيرس إلى الساقية الحمراء، واستوطنها بمن معه من تلامذته وجيرانه محترما مكرما معظما عند سائر دولة المرابطين، من لمتونة وبني حسان، مقدَّما عليهم محكَّما فيهم(1)" 
تزوج الشيخ سيد محمد الكنتي من فاطمة بنت محمد ابن الحسن بن أيشف الجكنية فأنجبت له ابنه سيد أحمد البكاي المدفون بولاتة والذي تفرعت عنه عشائر كنته.
َ يوجد ضريح الشيخ سيد محمد الكنتي بفصكْ وهو أحد المزارات المعروفة منذ وقت طويل رضي الله عنه وأرضاه.
ومثلما كان هذا  الشيخ ظاهر الكرامات باهرها وهو في الحياة، كان كذلك متصرفا مضمون الغاية  وهو في البرزخ.
ومع أن الأمر لا يحتاج إلى  تزكية أو شهادة شاهد، لكثرته وتواتره واستمراره، فإننا نستطيب أن نسوق هنا مثالين مما دونه الشيخ محمد المام بن البخاري من مواقف شاهدة لهذا الغوث بالتصرف وهو في دار الحق.  
يقول الشيخ محمد  المام في مقدمة قصيدته الميزابية " ... وفيه أيضا إشارة إلى شيء وقع لي قبل تأليفي في الأصول وبعد زيارتي للعالم الرباني شكرض (2) نفعنا الله ببركته وبركة اسمه، وهو أني كنت مهتما بالاصول همة مهزولة كهمتي بسائر الفنون فحصل لي إذ ذاك همة به فاجتمع عندي أحد عشر من كتب الأصول وحدثتني نفسي أن أُؤلف كتابا في الأصول أعزو فيه إلى كل هؤلاء فأتاني خاطر قوي نسيت حرارته وبرودته فقال : فما فائدة تأليف في فن لا يعزو مألفه إلا إلى أحد عشر كتابا كل واحد منها حين ألفه صاحبه معه في خزانة السلطان في ذلك الفن ما بين المائتين والألفين وما عسى أن يبلغ هذا التأليف وإن تطاول من أقدام هؤلاء فاشتغل بغير ذلك لألا يضيع بعض عمرك باطلا وهو رأس المال فتحيرت، فأتاني خاطر آخر نحوه وقال ألف في الأصول واعزو إلى مائتين أو أكثر من كتب المدن غير هؤلاء فقلت : كيف لي بذلك ؟ فقال : انظر عزو هؤلاء إليها واجعلها واسطة فإنها مشحونة من اسمائهم والعزو إليهم ففعلت بعد الاستخارة، فسخر الله لي كثيرا من التآليف في الأصول منه الميزابية(3) "
ويقول في استسقائيته الشهيرة(4):
يَامْرَابْطْ فَصْكْ اَتْلَكَاتْ          جَايَّ مِنْ نَكْجِيرْ اَشْتَـــاتْ
غَوْثْ كِيفَكْ مَاهُ مَحْكُومْ          وَڮْفْ تْمَعْلِيمْ الشَّغْمُـــومْ
أُلا اَتْلَ يَنْفَعْ شِ مَعْلُومْ           يَامْرَابَطْ فَصْكْ اتْلَوْمَاتْ
فَكْهَ مِنْ ڮَرْظَتْ حَجْمَاتْ          حَرْكْ اَلْهَ لَوْلَبْ مَتْــلاَتْ
حَرْكْ أَلْهَ لَوْلَبْ مَعْلُومْ            كَانْ ذَاكْ اللَّوْلَبْ مَحْكُومْ
ذَاكْ بَلْدْ اَظْفَارْ اَسَلُّومْ            عَنْدْ رَاصَكْ مِنْ كُلْ اَشْوَارْ
اُ جَايَّ مِنْ سَهْوِتْ كَنَّارْ          كُونْ لُّ خْصَارَةْ كِيفْ الْيَوْمْ
أُ ظَاعْ حَقْ الظَّيْفْ أُ لَحْوَارْ       أُ بِيهْرَ مَنْ كَثْرَتْ لَخْبَارْ
تَلْكُمْ بَ شْرَابْ انْهَارَاتْ           فَرْغَتْ صَافِيهْ أُلَعْكَــــارْ
مَاتْلاَتْ فْبَلْدْ الْتَّصْبَارْ             بِيهْ رَڮْ اَسْمَـــــاهَ مَدْرُومْ
بِيهْ وَسْخْ اَذْنُوبْ اهْلْ الْنََّارْ       كَانْ فَمْ اَنْكَصْــــرُ لَظْفَارْ

وقد كانت عودة الشيخ سيد محمد الكنتي من رحلته العلمية في الفترة التي بدأت فيها القبائل الحسانية تستوطن الصحراء، حيث ذكر الشيخ سيدي محمد الخليفة أن إحدى عشائر بني حسان(أولاد الناصر) استغلت توترا حدث بين الشيخ وأخواله فاستنصروه فدعى بذهاب الدولة على "ابدوكل" فكانت هذه الدعوة سببا في ذهاب دولة لمتونة وقيام سلطة بني حسان مكانها يقول الشيخ محمد الخليفة " ...إلى أن جرى القضاء بأمر غاظه على أخواله ابدوكلْ، هم يومئذ المتغلبون على الصحراء ومن فيها إلى أطراف السودان، فارتحل عنهم مغاضبا لهم فورد عليه غزو من أولاد الناصر، وقد بلغهم مغاضبته لأخواله فقال بعضهم لبعض: إن فآتتكم هذه الفرصة في لمتونة، فحرام عليكم الظفر بهم بعدها فقد غاظوا هذا الغوث وأغضبوه، وما يزيل قلنسوة الغوث عن رأسه، يزيل ملك السلطان من أسه، فاستضافوه ليلتهم وطلبوا منه أن يعطيهم دولة لمتونة فقال: أعطيتكموها على شرط : أنكم متى بلغتم منهم الحد الذي تأمنون شوكتهم رفعتم عنهم السيف، وأبقيتم عليهم عيشة لبني وبنيكم، فأعطوه عهدهم وميثاقهم على ذلك، وقالوا: كيف لنا بجموعهم المتكاثرة ومحالهم المتظاهرة ؟ فقال: إنما عليكم شن الغارات والاجهاز عليهم فإني قد دعوت الله عليهم بإذهاب الدولة وإيهان الصولة فأجابني فيهم، فأقبلوا إلى أهاليهم وتألب أفناء أبناء حسان بمن انضاف إليهم، فصبحوا لمتونة وهم غارون فانتدب لقتالهم من يليهم من الأحياء، واشتغل من دعاهم بأشغالهم استهانة بشأنهم واستخفافا بصولتهم فهزموا من يليهم لأول حملة وركبوا ظهورهم مع من وراءهم من من لم يستعد لحربهم، فهزموهم هزيمة لم تبق منهم على مجتمع وأبقوا منهم البقايا المدعوة اليوم باللحمة التي ضرب بنوا حسان على رقابها المغارم ومن كان منهم زوايا أبقوه على ما كان عليه(5)"
ثانيا-الشيخ سيدي محمد الكنتي العالم المُؤسِّس:
والواقع أن الشيخ سيدي محمد الكنتي هو المؤسس الفعلي لمجتمع البظان، ويمكن تبين ذلك من خلال ما أسميه بالتأسيسات السبعة:
تأسيس السلطان، والتأسيس الفكري، والتأسيس الثقافي، والتأسيس المجتمعي، وتعريب المجتمع، والتأسيس الروحي، وتأسيس الشرعية.
أولا تأسيس السلطان: لقد كان الشيخ سيد محمد الكنتي بدعمه للعرب هو المؤسس لسلطانهم في البلاد، فكل الدلائل التاريخية تؤكد على أن لو لم يكن لهم ذلك المدد من الشيخ لما كان لجموعهم الوافدة من الخارج أن ينتصروا على الإمبراطوريات اللمتونية المتجذرة في البلاد وفي الآماد، والتي تقف حصينة على أرضيتها، متمترسة خلف حصونها البشرية الآمنة  وتجربتها التاريخية الغنية وتقاليدها السلطوية الراسخة، غير أن موقف الشيخ سيدي محمد الكنتي قلب ميزان القوة رأسا على عقب وهي حقيقة تؤكدها المصادر وتتضح  جلية من موقف بني حسان الذي وقفنا عليه في النص السابق (إن فاتتكم هذه الفرصة في لمتونة فحرام عليكم الظفر بهم بعدها ...) إن في هذا الموقف دليل على أن القوم لم يكونوا على مسافة قريبة من السلطة.
ثم إن في توجسهم من كثرة عدد وعتاد الأعداء دليل آخر على أن ميزان القوة  لم يكن في صالحهم ( كيف لنا بجموعهم المتكاثرة ومحالهم المتظاهرة ؟).
ومن الواضح من خلال نفس النص أن موقع الشيخ السياسي والاجتماعي ومرجعيته العلمية والاستراتيجية كانت واضحة بالنسبة للجميع :(...واستوطنها بمن معه من تلامذته وجيرانه محترما مكرما معظما عند سائر دولة المرابطين، من لمتونة وبني حسان، مقدَّما عليهم محكَّما فيهم).
إن الشيخ سيدي محمد الكنتي بأبعاده الروحية والفكرية والسياسية والاجتماعية والجهادية هو الذي حسم الموقف لصالح بني حسان وأسست سلطانهم الذي استمر طيلة القرون الخمسة التي سبقت الغزو الاستعماري الفرنسي مطلع القرن العشرين.
لذلك فإن الشيخ هو المؤسس –بدون منازع- لذلك المنعطف التاريخي والتحول الكبير الذي لم تعرف البلاد مثله منذ ما يزيد على خمسة عشر قرنا على الأقل.
نعم لقد حدثت تغيرات وتحولات كبيرة وعميقة مع الفتح الإسلامي، بيد أن تلك التغيرات كانت ملحوظة خاصة على المستوى الفكري والديني والسلوكي والعقدي والتنظيمي  لكن البنيات السياسية ظلت، في الأغلب الأعم محافظة على مكانتها، فكان سراة الأمس هم قادة العهد الجديد.
غير أن اللقاء التاريخي الذي تم بين الشيخ سيدي محمد الكنتي من جهة، وبني حسان من جهة ثانية، قد مثل في الواقع، لحظة تاريخية مشهودة، وتغيرا جذريا في مجرى الزمن في البلاد.
ثانيا: التأسيس الفكري: إن الشيخ سيدي محمد الكنتي عالم وموقفه اجتهاد، لذلك فهو في الحقيقة مفكر ذلك التحول الكبير.
فليس الأمر هنا مجرد حدث سياسي معزول، بموجبه انتقلت السلطة من شخص إلى شخص أومن عائلة إلى  عائلة أو من مجموعة إلى أخرى، ضمن ذلك المنطق الدائري الذي يمكن استعارته- دون كبير عناء- من النظرية الخلدونية، أو حتى انطلاقا من التحليلات الانقسامية الجاهزة. إن سقوط الامبراطورية  اللمتونية يعتبر حدثا عظيما في التاريخ، ولم يكن العرب يومها من الجاهزية بالمستوى الذي يجعلهم هم الورثة السياسيون الأقرب قعدة لمجموعة ابدوكل العريقة.  لكن الأمر يتعلق في الواقع بثورة عارمة متجذرة في مسار فكري أصيل يؤسسه ويقوده الشيخ سيد محمد الكنتي، وليس المستوى السياسي الذي يتجسد في تغيير الفاعلين في مسرح ممارسة السلطة، سوى أحد تجليات .
ثالثا: التأسيس الثقافي: بالرغم من أن ما نستعرضه هنا من أبعاد تأسيسية  تعتبر أبعادا ثقافية-حضارية، فإن هناك بعدا ثقافيا ضروريا لكل تأسيس اجتماعي هو ما أسميه بالمدرك الثقافي (ما يسميه علماء الانتربولوجيا بأسطورة التأسيس). وهذا المدرك الثقافي المؤسس هنا لسلطان بني حسان في البلاد، هو دعاء الشيخ بزوال ملك ابدوكل وتنصيبه المعنوي، لأمراء البلاد الجدد: بني حسان، قبل أن ينصبهم بالفعل.
رابعا: التأسيس المجتمعي: إن هذا المخاض التاريخي هو الذي أفرز ما يمكن أن نسميه ،مع خطر التبسيط والاختزال، "التقسيم الوظيفي" داخل المجتمع، ذلك التقسيم الذي أسس لاختصاص السلطة الزمنية بالعرب، وبموجبه كان تولي الزوايا للسلطة الثقافية.
بتعبير آخر، إن تلك التراتبية التي أفرزتها هذه السيرورة والعقد الاجتماعي الجديد الذي عليها ترتب، أي ما أصبح منذو هذه اللحظة يسمى مجتمع البظان بسماته المميزة وهويته الخاصة التي يندمج فيها المكون الصنهاجي بالعنصر العربي، ضمن تشكيلة اجتماعية واحدة والتي فيها تأسست التحالفات والتقاسمات بين مكونات الأرستقراطية البظانية الزاوية والحسانية.
هذه التشكيلة الجديدة، هذا العقد الاجتماعي الجديد، هذا المجتمع الجديد هو من تأسيس الشيخ سيد محمد الكنتي رضي الله عنه.
خامسا: التعريب: رغم انتظام المجتمع في الدين الإسلامي فقد ظل الناس متشبثون باللغات المحلية وظلت النصوص الشرعية تدرس بتلك اللغات لذلك كان تعريب المجتمع ثورة فكرية حقيقية، شاملة وعارمة، حتى أن اللغات الأصلية قد اندثرت أو كادت.
إن مفجر تلك الثورة ومنجزها هو الشيخ سيد محمد الكنتي رضي الله عنه وأرضاه.
سادسا: التأسيس الروحي: لقد كان الشيخ سيد محمد الكنتي هو مؤسس الزعامة الدينية والروحية في البلاد، وهو أيضا أول من أدخل التصوف إلى البلاد فكان بذلك هو مؤسسه في افريقيا جنوب الصحراء التي إليها وصلت الطرق الصوفية عبر مجتمعنا.
والواقع أن حدث مجيء التصوف إلى المنطقة يشكل في الحقيقة ـ انطلاقا مما سيترتب عليه ـ فتحا إسلاميا كبيرا وتحولا اجتماعيا لا مثيل له، ذلك أن ما يسميه علماء الاجتماع والانتربولوجيا بالإسلام الشعبي وأحيانا بالاسلام الأسمر أو الاسلام الطرقي هو الذي فيه وبه انتظمت معظم مجتمعات القارة في الدين الاسلامي الحنيف، وتحصنت في أسواره التي منعتها من حملات التبشير المسيحية وغزوات الاستعمار وما صاحبهما من إغراءات لم تكن السلامة منها بديهية ولا متاحة للجميع بشكل دائم.
لقد حقق الشيخ سيد محمد الكنتي بالعلم و التربية الروحية والجهاد والهمة ما عجزت عن تحقيقه الصوارم والأسنة والخيل المسرجة والجيوش الجرارة المجهزة.
أجل لقد حقق ما أسميه بالفتح الثاني لإفريقية، بعد أن تحقق فتحها الأول على يد جده الصحابي الجليل عقبه بن نافع رضي الله عنه.
سابعا: تأسيس الشرعية: على أساس العقد الاجتماعي الذي استعرضنا بعض ملامحه في هذه العجالة، والذي أسسه الشيخ سيدي محمد الكنتي، تأسست الشرعية المجتمعية بمختلف أبعادها القانونية والسياسية  والفكرية والاجتماعية والأخلاقية والروحية.
إن مؤسس تلك الشرعية، التي لما تزل قائمة، هو الشيخ سيدي محمد الكنتي بدون منازع.
وفي الختام أقول، كما بينت من خلال هذا العرض المقتضب، إن الشيخ سيد محمد الكنتي، الذي نحن اليوم في ضيافته ورعايته وعنايته، هو رائد ومُفَجِّر التحولات-الاجتماعية التاريخية الكبيرة في البلاد، وهو مصمم هويتها و تاريخها الخاص.
بكلمة واحدة، إن الشيخ سيدي محمد الكنتي هو مؤسس المجتمع، رضي الله عنه وأرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الدكتورمحمد ولد البرناوي
أستاذ علم الاجتماع في جامعة انواكشوط
رئيس شعبة العمل الاجتماعي والتنمية المحلية

إحالات المحاضرة:

[1]الشيخ سيدي محمد الخليفة بن الشيخ سيد المختار الكنتي (الرسالة الغلاوية ) تحقيق حماه الله ولد السالم .منشورات معهد الدراسات الافريقية . الرباط 2003 ص 149.

2تطلق كلمة شكرض بالبربرية على الرجل التقي ولكنها قد تكون مكونة من مقطعين (شكر الله) أي شكر الله أو شاكر الله وكانوا يكتبون اللام المغلظة بالضاد، ولعلهم يحاولون بذلك السيطرة على نطقها من خلال تطبيقات علم المقرئ على حرفي الظاء والضاد باعتبار أن اللام المذكورة قريبة في نطقها من الجمع بين مخرجي الحرفين السابقين.

ولعل انشغال الشيخ الدائم بذكر الله وشكره جعل الناس يلقبونه بذلك اللقب .

3الشيخ محمد المام بن البخاري ، الديوان ،

4ـ مخطوط  زاوية الشيخ ـ انواكشوط ص 37

5المرجع السابق ص 150

تزويدالمركزالصحى للنيملان بسيارةاسعاف

تسلم عمدة بلدية "النيملان" من والي ولاية تكانت سيارة إسعاف لصالح المركز الصحي بالنيملان، وقد أشاد والي الولاية با الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لصحة المواطنين، مؤكدا أن سيارة الإسعاف للمواطنين وليس لعمر و، ولا زيد.

هذا وعبر سكان " النيملان" عن فرحتهم بهذه البادرة الحسنة، مؤكدين حاجتهم إليها، وشكروا السلطات العمومية على توفير سيارة الإسعاف، حيث ستساهم في نقل المرضى في ظروف صحية، إلى المراكز الصحية.

سيد محمد الكنتي: "هيئتنا تسعى إلى النهوض بثقافتنا الوطنية وإحياء موروثنا الفكري والثقافي"

قا ل سيد محمد الكنتي ولد أحمد نائب رئيس "مجمع الشيخ سيدي المختار الكنت الثقافي الإسلامي" إن التجمع هيئة ثقافية رأت النور سنة 2011 وقد أنشأتها مجموعة من الشباب الطامحين إلى الاسهام في نهضة موريتانيا العلمية واشعاعها الديني والثقافي في المنطقة وخارجها معتمدين في ذلك على الله عز وجل؛ وعلى ما نعرف في شعبنا من تعلق بهويته العربية والافريقية وانكبابه على العلم والمعرفة..وفق تعبيره.

وأضاف سيد محمد الكنتي –في مقابلة خص بها "وكالة الإشعاع الإخبارية"- أن "مجمع الشيخ سيدي المختار الكنت الثقافي الإسلامي" للعمل مع الجميع من أجل النهوض بثقافتنا الوطنية وإحياء موروثنا الفكري والثقافي..على حد قوله

وفي ما يلي نص المقابلة:

 

"اللإشعاع: السيد الرئيس حبذا لو أعطيتمونا في البداية تعريفا لهيئتكم الموقرة؟

سيد محمد الكنتي: في البدية أود أن أشكركم أصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء الهيئة ومنتسبيها على اهتمامكم بالشأن الثقافي في البلد؛ لأن الصحافة تلعب دورا محوريا في تكريس الثقافة وخدمتها وابرازها.

ولا شك أنكم في "موقع الإشعاع" انتبهتم إلى ذلك مبكرا فجاء الإسم عاكسا لتطلعاتكم إلى لعب الدور الإعلامي والثقافي المتميز.

أما بخصوص هيئة "مجمع الشيخ سيدي المختار الكنت الثقافي الإسلامي"؛ فهو هيئة ثقافية رأت النور سنة 2011 وقد أنشأتها مجموعة من الشباب الطامحين إلى الاسهام في نهضة موريتانيا العلمية واشعاعها الديني والثقافي في المنطقة وخارجها معتمدين في ذلك على الله عز وجل؛ وعلى ما نعرف في شعبنا من تعلق بهويته العربية والافريقية وانكبابه على العلم والمعرفة الأمر الذي جعله أحد الشعوب العالمة التي يشار إليها بالبنان.

وفي هذا الاطار تسعى هيئتنا إلى التعاون مع كل المهتمين بالشأن الثقافي من أساتذة وباحثين وروابط وهيئات وجمعيات ثقافية كانت لها الفضل في إحياء موروثنا العلمي والثقافي..

وسنحاول أن نكون تكملة لجهودكم المباركة وإضافة نوعية في مجال يحتاج كل الطاقات.

 

الإشعاع: شكرا السيد الرئيس؛ متى كانت انطلاقتكم؛ وماذا عن  الاعمال التي قامت بها هيئتكم حتى الآن؟

 

سيد محمد الكنتي:  شكرا لكم؛ لقد تأسست البداية كما قلت واتطلقت المسيرة في ذكرى مرور مئتي سنة على وفاة شيخ المشايخ الشيخ سيدي المختار الكنتي رحمه الله تعالى؛ حيث قمنا في "مجمع الشيخ سيدي المختار الكنت الثقافي الإسلامي" بتظاهرة ثقافية كبيرة حضرها جمع غفير من أهل الفكر والثقافة ومن علماء ومشائخ الزوايا وذلك بدار  الشباب القديمة؛ حيث ألقيت فيها محاضرة عن الشيخ سيدي المختار الكنتي "المولد والنشأة؛ والمدرسة"؛ ألقاها ددوه ولد عبد الله وعقب عليها الدكتور البكاي ولد عبد السالك..

وبمناسبة الذكرى الثانية والخمسون لعيد الاستقلال الوطني قمنا بتنظيم ندوة فكرية تحت عنوان: "المقاومة الوطنية بين الثوابت الدينية والمتطلبات الوطنية" أنعشتها كوكبة من أصحاب الاختصاص وأثرت نقاشها صفوة من المثقفين والأطر والمهمتمين.

كما شاركت هيئتنا كذلك في مهرجان المدن القديمة بتيشيت؛ مشاركة كانت نتميزة في النوع والمضمون؛ حيث أحرزت الهيئة من خلالها أولى الجوائز التقديرية نتيجة لأهمية ما قدمنا من خرائط ومحاضرات وعروض متنوعة تناولت ثقافتنا الوطنية من عدة جوانب.

وشاركت الهيئة –أيضا- في المهرجان الثامن للأدب الموريتاني الذي نظمه إتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين؛ وكان آخر نشاطات الهيئة هو تكريم بعض الشخصيات الوطنية التي ساهمت في نشر ودعم ثقافتنا الوطنية  وعيا منا بأن أية أمة تتنكر لتاريخها وتهمل رموزها سيظل حاضرها هشا ومستقبلها غامضا .

 

الإشعاع: السيد الرئيس هل من كلمة أخيرة؟

 

سيد محمد الكنتي: مرة أخرى أشكركم وأريد أن أقول إنه في الوقت الذي تشهد فيه شعوب المنطقة صحوة غير مسبوقة بأهمية العودة إلى الثوابت الدينية والتشبث بالقيم الثقافية والانسانية كأداة للنهوض بالتنمية البشرية والاقتصادية يقع على كواهلنا جميعا علماء وإعلاميين وباحثين ومفكرين عبئ تعبئة طاقات الجميع لمواكبة العصر بروح من التصميم والعزم على خدمة ثقافتنا مع التحلي بروح الانفتاح على ثقافة وقيم الآخرين بعيدا عن الغلو والتطرف؛ والسلب الثقافي والقيم.

كما أؤكد هنا استعدادنا للعمل مع الجميع من أجل النهوض بثقافتنا الوطنية وإحياء موروثنا الفكري والثقافي وأشكركم.

أجرى المقابلة: سيد احمد ولد الديه

النيملان:فرحة عارمة بسيل البطحاء

تهاطلت مساء اليوم على( النيملان) عاصمة بلدية التنسيق أمطار غزيرة و متفاوتة الكميات على مناطق متفرقة من البلدية و نقلت مصادر أهلية في الجزء الشمالي والجنوب عن غزارة الأمطار وقوة السيول التي املأت غالبية أودية المنطقة بها و نقلت تلك المصادر عن المنمين في هذه المنطقة فرحهم الكبير بهذه النعمة التي انتظروها بفارق الصبر منذ أشهر و قال المنمون في قرى اكفان والتشوطن واظهرالعمود ... أنه أصبح بمقدورهم التريث في أماكنهم بدل الزحف شرقا إلى ولاية لعصابه كما كانوا يقررون بحثا عن المراعي .